مثلث برمودا المعروف أيضا باسم "مثلث الشيطان"

طلقون عليه مثلث الرعب .. ومثلث الشيطان .. ونعني به الذي نعرفه باسم مثلث برمودا ،هذا الاسم الذي ارتبط بحكايات اختفاء السفن والطائرات من فوقه وحكايات اختطافها من قبل قوى مجهولة هي الشيطان أحيانا أو المسيح الدجال أحيانا أخرى أو الأطباق الفضائية الطائرة تارة ثالثة ..ولا يمر عام إلا ويظهر كتاب جديد عن هذا المثلث وغرائبه يضيف حكاية جديدة عن الحكايات التي تروى عن المثلث ، كما أن جعبة السينما العالمية لم تفرغ بعد وهي تطرح أفلامها ومسلسلاتها التلفزيونية عن هذا المثلث ، فماهي حكاية هذا المثلث وما هي حقيقته ؟
الموقع الجغرافي للمثلث
تقع منطقة برمودا في الجزء الغربي من المحيط الأطلسي مجاورة للساحل الجنوبي الشرقي لولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية فلوريدا ،وتنحصر في منطقة مثلث فلوريدا وجزر برمودا التابعة لبريطانيا وجزر الباهاما ، وقد سمي بمثلث برمودا مجازا لأنه على شكل مثلث متساوي الأضلاع طول كل ضلع فيه 1500 كم ، ومساحة المثلث الكليّة1,140,000 كيلومتر مربع ، وهذه المنطقة تقع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبورتريكو وفورت لودرديل ويحده خط وهمي يبدأ من نقطة قرب ملبورن بفلوريدا مروراً ببرمودا ثم بورتو ريكو لينتهي بفلوريدا مرة أخرى، والنقطة الأعمق في المحيط الأطلسي هي خندق بورتو ريكو وتقع ضمن المثلث بعمق 30,100 قدما ، وهذه المنطقة عبارة عن مجموعة من الجزر, يبلغ عددها 300 جزيرة, ليست كلها مأهولة بالسكان وإنما المأهول منها فقط ثلاثين جزيرة, عاصمتها "هاملتون" وتقع في الجزيرة الأم,
مثلث الأساطير والرعب و..
منذ أن خلق الله الأرض وسخّر بحارها ليمخر البشر فوقها تقع حوادث غرق السفن في هذا البحر أو ذاك المحيط ، ومنذ أن اخترع البشر الطائرات وحوادث سقوط طائرات فوق البحار والمحيطات موجودة ، ومع ذلك ، وتزامنا مع موجة الحديث عن الأطباق الطائرة في نهاية أربعينيات القرن الماضي ظهر الحديث عن غرائب مثلث برمودا واختفاء السفن والطائرات فيه ، وقد اشتد الحديث عن هذا المثلث في بداية عام 1952 عندما نشر الكاتب الأمريكي جورج ساندز مجموعة مقالات صحفية زعم فيها ان حوادث غريبة تقع في هذه المنطقة ومنها اختفاء السفن والمراكب ، واستعمل مصطلح " مثلث برمودا" ومن وقتها ساد المصطلح كتسمية للمنطقة ، وفي عام 1964 نشر الكاتب الأمريكي أيضا فينسينت غاديز سلسلة مقالات أكد فيها ما رواه ساندز وأضاف من عنده عدة روايات عن سفن وطائرات ضخمة توالى اختفاؤها في المنطقة بدون أي تفسير يمكن الوصول إليه ، وفي عام 1960 ألف جون والاس سبينسر كتابا بعنوان ( عالم نسيان المفقودين ) وتكلم من خلاله بشكل مفصّل عن المثلث وذكر بالتفصيل حوادث اختفاء طائرات وسفن فيه ،
تفاسير علمية
مؤخرا نشرت مراكز الرصد والأبحاث وهيئات السلامة الملاحية والجوية على أن عدد الحوادث في هذه المنطقة ليست غريبة وأنه ممكن حدوثها في أي منطقة أخرى،وجميع حالات الاختفاء في مثلث برمودا ضمن النطاق الطبيعي ولا يوجد ماهو غريب فيها، والقاسم شبه المشترك بينها هو تعطل أجهزة القياس في الطائرات والسفن أثناء مرورها فوق مناطق مساحات بعينها من المنطقة ، وبدراسة معمقة لهذه المساحات تبين أنها كتل مغناطيسية ضخمة في القاع تؤدي إلى ظاهرة الجذب المغناطيسي الذي يؤدي بدوره إلى تعطل البوصلات وأجهزة القياس في الطائرات والسفن أو يجعلها تتحرك بشكل عشوائي .
كما تم اكتشاف كميات هائلة من المواد القابلة للاحتراق على شكل جليد في قاع المحيطات، عن طريق الانحباس الحراري أو تغير طفيف في الحرارة، و يمكن لهذه المادة أن تصبح في حالة غازية مما يؤدي إلى تغيّر في كثافة الماء والهواء عندما يخرج الغاز من البحر فيتسبب ذلك في مشاكل للسفن والطائرات بما أنها تعمل بمبدأ الطفو.
وقد يكون كذبة سياسية
وهذا ما يقوله بعض مؤرخي فترة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ، أي ان مثلث برمودا وأساطير ابتلاعه للسفن والطائرات ونشر الخرافات حوله تم نشره من قبل إحدى وسائل الدفاع الاستراتيجي للحدود الأمريكية لأن المثلث يفصل كوبا عن الاتحاد السوفيتي، وإحالة المثلث إلى أسطورة مرعبة كان أفضل سياج يمكن نشره آنذاك بين كوبا والاتحاد السوفيتي ، وقد انتهت الحرب الباردة وزال الاتحاد السوفيتي ولكن بقيت أسطورة المثلث .. ومن يدري؟